سبع نصائح لتصبح كاتب محتوى ناجح
تعتبر كتابة المحتوى ملِكة التسويق الرقمي في عصرنا الحالي، ولا يمكن الترويج للمواقع الإلكترونية بدون وجود محتوى توضيحي وتسويقي، حيث أنه من الضروري أن يكون لكل موقع إلكتروني محتوىً مميزاً يصف عمل ومهمة ورؤية وأهداف الجهة التابع لها هذا الموقع. مع ما يشهده عصرنا من تطوّر في مجال التسويق الالكتروني والثورة التكنولوجية الحديثة، أصبحت كتابة المحتوى واحدة من فرص العمل الجذّابة التي تستهوي الكثيرين، نظرًا لما توفّره من مرونة، حيث يمكن لكاتب المحتوى أن يعمل من أيّ مكان وفي أيّ وقت دون أن يكون مضطرًّا للالتزام بساعات دوام محدّدة ومكان واحد. ليس هذا وحسب، تعدّ كتابة المحتوى من الوظائف المربحة على الصعيد المادّي أيضًا، فبحسب الإحصائيات التي نشرها موقع PayScale، يصل دخل كاتب المحتوى المبتدئ (أي الذي يملك خبرة تقلّ عن خمس سنوات) إلى 37 ألف دولار سنويًا في بعض الدول مثل الولايات المتحدة الامريكية، وتزداد القيمة بزيادة سنوات الخبرة. في مقال تعلّم اليوم، سنتعرّف على مفهوم كتابة المحتوى، وسنقدّم لكم بعض النصائح البسيطة التي يمكنكم اتباعها في حال رغبتم البدء بمسيرة مهنية في هذا المجال، سواءً كان ذلك من خلال العمل الحرّ أو عن طريق التقديم للعمل في الشركات والمواقع الإلكترونية المختلفة. ما هي كتابة المحتوى؟ يمكن تعريف كتابة المحتوى على أنها شكل من أشكال الكتابة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحملات التسويق عبر الانترنت، بحيث تكون خاصة بموقع إلكتروني معين لبيع منتجاته أو خدماته والترويج لها. ويعمل كاتب المحتوى المحترف وفقاً للوصف المقدم له من قبل العميل، مع الأخذ في عين الاعتبار استخدام الكلمات المفتاحية لتحسين محركات البحث (SEO)، ما يجعل نسبة الوصول إلى هذا المحتوى والتفاعل معه عالية، إلى جانب الترويج لمنتجات أو خدمات الموقع الإلكتروني بشكل أفضل. كيف تبدأ بكتابة المحتوى؟ في هذا العصر الرقمي توجد العديد من المواقع الإلكترونية التي تحتاج إلى كتابة المحتوى، ولا يكفي من كاتب المحتوى استخدام ما يدور في ذهنه فقط، وإنما اتباع متطلبات كتابة المحتوى الناجح للوصول إلى الأهداف المرجو تحقيقها من هذا المحتوى. إذا كنت أحد المهتمين بكتابة المحتوى على المواقع الإلكترونية، فإن النصائح التالية ستساعدك على تنظيم عملك من أجل تحقيق أفضل النتائج:
1 – ابحث قبل البدء بالكتابة
للحفاظ على تدفق الأفكار الجديدة لكتابة المحتوى، فإنك تحتاج إلى البحث بشكل متكرر. لا ينبغي عليك أن تبدأ بالكتابة أو التخطيط لكيفية البدء بالكتابة بعد البحث مباشرة، بل يجب عليك الانتظار لفترة بسيطة وتجميع أفكارك ثم البدء بالكتابة، فكلما بحثت بشكل أكبر، زادت معلوماتك وتوسعت آفاق إدراكك عن الموضوع الذي أنت بحاجة للكتابة عنه، وبهذا سيستمر تدفق الأفكار ممزوجاً بالابتكار في كتابة المحتوى. كما يجب أن تكون لديك مفكرة أو دفتر ملاحظات لمواصلة كتابة الكلمات المفتاحية والمؤشرات الرئيسية عن الفكرة بمجرد الحصول عليها من الصفحات المرجعية التي تمكنك أيضاً من البحث عنها، إلى جانب تدوين الأفكار التي يجب أن يشتمل عليها هذا المحتوى.
2– استخدم أسلوبك الخاص
إن اتباع طريقة شخص آخر في الكتابة بأسلوب مشابه تماماً ليس نهجاً احترافياً للبدء في كتابة المحتوى. أثناء السير في طريقك للبحث عن أسلوبك الخاص، ستصادف بلا شكّ الكثير من الكتاب الذين يمتلكون نهجًا متفرّدًا في الكتابة. في مثل هذه الحالات، يمكنك الاستلهام منهم ولكن احرص على عدم نسخ نمطهم في الكتابة، نظرًا لأن شخصيّة كلّ فرد تختلف عن غيره، ولدى كلّ منّا صفات تميّزه، وتنعكس على أسلوبه في التعبير سواءً كان هذا التعبير من خلال الكتابة أو الرسم أو غيرها. على سبيل المثال يعد نيل باتيل من الكتاب الذين المشهورين بأسلوبهم الفريد من نوعه في الكتابة حيث أنّه يجعل المفاهيم المعقدة تبدو أسهل وأبسط، والكثير من الناس يعرفون نيل باتيل ليس بسبب ما يكتبه ولكن بسبب طريقته في الكتابة، نستنتج من ذلك أن أسلوب الكتابة هو هوية الكاتب، ويحتاج كل كاتب إلى هذا التفرد في عمله لمعرفة كيفية البدء بكتابة المحتوى على الإنترنت.
3 – لا تخرج عن نطاق الفكرة
عند كتابة كل فقرة من المحتوى، يجب الالتزام بالكتابة عن الفكرة المطروحة في هذه الفقرة دون الخروج عن نطاقها، ويمكنك بالطبع مناقشة بعض الأمور ذات الصلة، ولكن تأكد من أنك لا تخلط بين الأفكار المختلفة في فقرة واحدة من المحتوى. لأنك بذلك سوف تقطع تسلسل أفكار القارئ، ما يُضعف من المحتوى ومن نسبة تحقيق الهدف منه. على سبيل المثال ، إذا كنت تتحدث عن كيفية بدء كتابة المحتوى لعملك، فيمكنك تقديم بعض النصائح لمشاركته على مواقع التواصل الاجتماعي Facebook أو Instagram لوصوله للعملاء أو وصول العملاء إليه بشكل أفضل، لكن لا يمكنك الكتابة عن كيفية التسويق عن طريق Instagram مثلاً، لأنك بذلك تكون قد خرجت عن نطاق موضوع كتابة المحتوى إلى موضوع كيفية التسويق عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
4 – فكر بطريقة مبتكرة وإبداعية
إذا كنت تكتب عن محتوى موجود بالفعل على الإنترنت، فما الفرق الذي تحدثه في عالم كتابة المحتوى؟. يجب أن تعلم أن كتابة المحتوى على الإنترنت تعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية هي: الموضوع والفكرة والعرض. في حين أن الموضوع والفكرة يتم تحديدهما بشكل أولي من قبل العميل في غالب الأحيان، يتبقى لدى كاتب المحتوى عامل العرض. إنّ ما يجعل المحتوى الخاص بك فريداً ومتميّزًا عمّا هو منتشر على المواقع الأخرى هو طريقة عرضك له، وذلك بوضع لمساتك الخاصة، وتدعيمه بالصور والفيديوهات والتصاميم الجذّابة، ما يجعل من قراءته واستيعابه أمراً سهلاً وبالتالي اكتساب جمهور موثوق به.
5 – اختر العنوان بعناية
لنأخذ هذا المثال البسيط: لنفترض أنّك كنت تتصفّح موقعًا الكترونيًا ما، ولفت نظرك عناوين المقالات التالية: “كيف تبدأ مسيرتك كريادي اعمال” “7 خطوات لتصبح رائد اعمال ناجح” “كن رائد أعمال ناجح في أسرع وقت وبأقل جهد” قد يحتوي كلّ مقال من هذه المقالات على نفس القدر من المعلومات، إلا أنّك على الأرجح ستختار المقال الثالث لقرائته لأنه يبدو أكثر إثارة للاهتمام. اسأل نفسك هذا السؤال: “لو كنت مكان القارئ هل سأكمل قراءة المقال؟”. إنّ ما يحدّد الإجابة على هذا السؤال، هو العنوان الذي اخترته لمقالك أو للمحتوى الذي تكتبه. ضع دائمًا في حسبانك أنّ الجمل الأولى في أيّ محتوى تكتبه هي التي تحدّد نجاحه أو فشله. لذا اسعَ قدر الإمكان لتكون الفقرة الأولى مثيرة للاهتمام واختر عنوانًا جذّابًا يشدّ القارئ لمعرفة المزيد مع مراعاة أن يكون ذا علاقة بالموضوع طبعًا.
6 – اختر مستوى اللغة المناسب
قبل البدء بكتابة المحتوى، حدّد الفئة المستهدفة التي ستقرأ ما تكتبه، وبناءً على ذلك اختر مستوى اللغة المناسب. ليس من المعقول أن تستخدم لغة معقّدة مثقلة بالمصطلحات العلمية والتقنية في مقال يُنشر في جريدة يومية على شبكة الإنترنت. ذلك أنّ قرّاء هذه الجريدة قد يكونون مختصّين أو أشخاصًا لا خبرة لهم بهذا الموضوع، ويرغبون في معرفة المزيد عنه بهدف الثقافة فقط. وبالمثل، لا يجب أن تستخدم لغة بسيطة سهلة الفهم وسطحية إن كنت تكتب مقالاً سينشر في مجلة علمية متخصصة. بمعنى آخر، اعرف جمهورك قبل أن تتوجه إليه بالمحتوى الذي تكتبه.
7 – دقّق ما تكتبه وتجنّب الأخطاء
تؤثّر الأخطاء الإملائية والنحوية سلبًا على المحتوى، وتنفّر القرّاء منه، لأنها في كثير من الأحيان تقطع سلسلة أفكاره أثناء القراءة. لذا احرص دائمًا على مراجعة ما تكتبه وتدقيقه قبل أن يتمّ نشره، سواءً كانت الأخطاء إملائية ونحوية، أو أخطاء متعلّقة بترابط الأفكار وتناسقها، أو حتى ترتيب النص وتنسيقه. تعتبر كتابة المحتوى عالمًا واسعًا وممتدًا، حيث يواجه البعض صعوبة في الخوض فيه على الرغم من امتلاكهم للقدرات المناسبة التي تؤهّلهم للبدء بمسيرة مهنية ناجحة في هذا المجال. لذا ننصحك في البداية بتحديد شغفك في كتابة المحتوى، اختر أيّ مجال من مجالات المحتوى التي ترغب في العمل فيها، هل تريد كتابة المقالات والمدونات، أم أنّك ميّال أكثر لبناء محتوى المواقع الإلكترونية، أو ربما تفضّل العمل في مجال التسويق من خلال المحتوى. وبعد اختيار المجال المناسب، يمكنك اتباع الخطوات السابقة للخروج بمحتوى ذو جودة عالية يضمن لك النجاح والبدء بمسيرة مهنية مربحة.